ثلاثة قتلى بين موظفي التلفزيون الإيراني بعد قصف إسرائيلي لمقره في طهران

ثلاثة قتلى بين موظفي التلفزيون الإيراني بعد قصف إسرائيلي لمقره في طهران
استهداف التلفزيون الإيراني

أعلنت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية، اليوم الثلاثاء، عن مقتل ثلاثة من موظفي هيئة الإذاعة والتلفزيون الرسمية، وذلك إثر الضربة الجوية التي نفذتها إسرائيل مساء الاثنين واستهدفت مقر الهيئة في شمال شرق العاصمة الإيرانية طهران.

وأوضحت الوكالة أن الهجوم، رغم محدودية نطاقه من الناحية العسكرية، أسفر عن إصابات إضافية في صفوف العاملين داخل المبنى، مشيرة إلى أن الهدف منه كان "بث الخوف والذعر" بين المواطنين، وإسكات صوت الإعلام الإيراني.

وشن الجيش الإسرائيلي، مساء الاثنين، ضربة جوية مفاجئة استهدفت مقر الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون الإيرانية، ما تسبب في انقطاع البث المباشر لبعض القنوات مؤقتاً. 

ووثقت وسائل إعلام محلية اللحظات الأولى من الاستهداف، حيث غادرت المذيعة القاعة على الهواء مباشرة، فيما دوت انفجارات في أرجاء طهران.

تعد المنطقة المستهدفة من أرقى أحياء العاصمة الإيرانية، وتضم مستشفيات وسفارات ومكاتب دولية حساسة، ما يضيف أبعاداً أمنية ودبلوماسية للهجوم.

ردود رسمية غاضبة

وصف وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، الهجوم الإسرائيلي بأنه "جريمة جبانة" ضد مؤسسة مدنية "لا تنطق إلا بالحقيقة". 

وأضاف: "لقد هاجموا مركزاً مدنياً لا سلاح له سوى الكلمة. إنها قمة الجبن، ودليل واضح على حالة الإفلاس واليأس التي تعاني منها إسرائيل أمام الحقيقة".

ويأتي هذا الهجوم في خضم تصعيد غير مسبوق بين إسرائيل وإيران، شمل عمليات عسكرية متبادلة على الأرض وفي الأجواء، إضافة إلى اتهامات متبادلة بشن هجمات سيبرانية واستهدافات استخباراتية.

هجوم على حرية الإعلام

أصدر الحرس الثوري الإيراني بياناً شديد اللهجة، أدان فيه ما وصفه بـ"العمل الإرهابي السافر" الذي استهدف إحدى ركائز الإعلام المقاوم، مؤكداً أن الهجوم الإسرائيلي "ليس مجرد ضربة على مبنى إعلامي، بل اعتداء على حق الشعب في المعرفة، وحرية المعلومات، وإعلام يتصدى للظلم ويكشف الجرائم الصهيونية".

وأشار البيان إلى أن هذه الضربة تشكل "علامة فشل للآلة الإعلامية الصهيونية الغربية"، وعكست بحسب وصفه "عجز العدو عن مواجهة الموجة المتصاعدة من الوعي الشعبي المناهض للكيان الصهيوني في المنطقة والعالم".

ويرى مراقبون أن استهداف منشأة إعلامية بهذا الحجم لا يقتصر على بعده العسكري، بل يمثل أيضاً محاولة لإضعاف رمزية الإعلام الرسمي الإيراني الذي يُعد أداة محورية في خطاب الجمهورية الإسلامية، خصوصاً في قضايا المقاومة الفلسطينية والمواجهة مع الغرب.

ويأتي الهجوم بعد أيام من تصريحات إسرائيلية صريحة تؤكد "التفوق الجوي الكامل" فوق طهران، ما يفسر هذه الضربة على أنها رسالة مباشرة إلى القيادة الإيرانية، ومؤشر على استمرار العمليات في العمق الاستراتيجي الإيراني.

خسائر بشرية وإعلامية

بحسب وكالة فارس، فإن الضربة لم تؤدِّ إلى تدمير كامل للمنشأة، لكن الأضرار التي لحقت بها كانت كافية لتعطيل بعض أنظمتها الحيوية مؤقتاً، ما أدى إلى توقف البث المباشر لعدة دقائق.

وأكد مسؤولون في الهيئة أن العمل جارٍ لاستعادة كافة الأنظمة وتشغيل المعدات الاحتياطية، وأن "صوت الثورة الإسلامية لن يُسكت بقنبلة"، في إشارة إلى استمرار البث من مواقع بديلة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية